وُلدت وتربت في سيرك، تزوجت مرتين وكان أنور وجدي سببًا في طلاقها، واعتزلت لأجل ابنها الوحيد.. قصة حياة الفنانة الراحلة نعيمة عاكف (صور/ فيديو)

وُلدت وتربت في سيرك، تزوجت مرتين وكان أنور وجدي سببًا في طلاقها، واعتزلت لأجل ابنها الوحيد.. قصة حياة الفنانة الراحلة نعيمة عاكف (صور/ فيديو)
The Names-فريق التحرير
نعيمة عاكف؛ فنانة وراقصة مصرية شهيرة، رحلت عن عالمنا بعد معاناة مع مرض السرطان ولم تكمل عامها السابع والثلاثين، ورغم حياتها القصيرة، تركت ورائها الكثير من الأعمال التي تمتلئ بالخفة والبهجة والفرح.
لم تعرف الفنانة نعيمة عاكف الاستقرار في حياتها، بدءًا من ولادتها ونشأتها في سيرك متنقل مرورًا بزواج أول فشل بسبب الغيرة الشديدة، وعندما بدأت تعرف معنى الاستقرار في زواجها الثاني، كان السرطان لها بالمرصاد.
شكلت عاكف ثنائية ناجحة مع الفنان أنور وجدي في فيلمين، هما: النمر عام 1952، 4 بنات وضابط عام 1954، وجدي أيضًا كان سببًا في طلاقها من زوجها الأول المخرج حسين فوزي، وهو الطلاق الذي أصرت أن يكون في حضور عدد كبير من الصحافيين.

نعيمة عاكف في السيرك
وُلدت الفنانة نعيمة عاكف في 7 أكتوبر عام 1929 في مدينة طنطا المصرية، والدها كان يملك سيركًا باسم العائلة يُعرف باسم سيرك عاكف، وهناك وُلدت وتربت، متنقلة مع السيرك ما بين المدن المصرية لتقديم العروض.
نعيمة كانت الشقيقة الصغرى بين 4 شقيقات احترفن الرقص وألعاب الخفة والأكروبات، اعتادت الشقيقات تقديم عروضهن دون الحصول على أجر أو تخصيص مصروف لهن مثل سائر الأطفال.
لم تعرف عاكف وشقيقاتها معنى الاستقرار مع التنقل المستمر للسيرك، وكثيرًا ما عانت العائلة في الفقر والجوع في أوقات ركود السيرك، يُقال أن والدها أفلس وباع السيرك، وفي رواية أخرى أنه تزوج من أخرى غير والدتها، فاضطرت الأم للانتقال وبناتها للقاهرة.
عاشت والدة الفنانة نعيمة عاكف مع بناتها في شقة صغيرة في شارع محمد علي، واضطرت لأن تُقدم عروضهن في الشارع، حتى توفر المال لإطعامهن، وقد رفضت كل العروض المقدمة من أصحاب صالات السهر والكازينوهات، خوفًا من استغلال الفتيات في أعمال سيئة.
بدأت عروض فتيات آل عاكف تلقى رواجًا في الشارع، وأصبحن يُعرفن باسم بهلوانات الشارع، وعندما سمع الفنان علي الكسار بهن، توجه لحضور إحدى عروضهن، واختارهن للعمل في فرقته مقابل 12 جنيهًا مصريًا في الشهر.
البداية الفنية
لفتت الفنانة نعيمة عاكف الأنظار إليها أثناء عملها في فرقة الفنان علي الكسار، حضرت لها الفنانة والراقصة الشهيرة بديعة مصابني أحد العروض، فعرضت عليها العمل في فرقتها مقابل 15 جنيهًا.
انتقلت عاكف من فرقة الكسار إلى فرقة مصابني، واستطاعت أن تتعلم بالجهود الذاتية كيفية أداء بعض الرقصات، كما تعلمت فن المونولوج ورقص الكلاكيت.
أثناء تقديم استعراضاتها في فرقة مصابني، شاهدها عدد من المخرجين المصريين، فعرضوا عليها تقديمها كراقصة في أفلامهم، فكانت بدايتها أمام كاميرات السينما كراقصة في فيلم ست البيت للمخرج أحمد كمال موسى.
أُعجب المخرج حسين فوزي بها وبموهبتها، وقدمها كممثلة في فيلمه العيش والملح عام 1949، ثم أمضى معها عقد احتكار؛ ليضمن وجودها في جميع الأفلام التي سيخرجها لشركة نحاس فيلم.
في عام 1949 أيضًا، قدمها في أولى بطولة مطلقة لها من خلال فيلم لهاليبو، ثم عرض عليها الزواج ووافقت رغم فارق السن بينهما، وانتقلت للعيش من شقتها عائلتها الصغيرة في شارع محمد علي لفيلا فوزي في مصر الجديدة.

طلاق نعيمة عاكف بسبب أنور وجدي
بدأت الفنانة نعيمة عاكف تحصد النجاح والشهرة، فبعد نجاح فيلم لهاليبو، قدمت مع زوجها المخرج حسين فوزي أفلام: بلدي وخفة، بابا عريس، فرجت، فتاة السيرك، يا حلاوة الحب.
عُرف عن فوزي غيرته الشديدة على عاكف، الأمر الذي كان سببًا في الكثير من الخلافات بينهما، حيث كان يغضب إن تبادلت بعض الكلمات مع زملائها في كواليس أفلامها أو إن ابتسمت مجاملة لأحدهم.
كما يُقال أن المخرج حسين فوزي كان يرفض الإنجاب من عاكف، لأن لديه أبناءً من زوجة أخرى، بينما أرادت هي أن تعيش تجربة الأمومة، ثم حدثت واقعة في بيروت كانت سببًا في طلاقهما قبل إنجاب أي طفال.
في إحدى المناسبات اجتمع المخرج حسين فوزي والفنانة نعيمة عاكف والفنان أنور وجدي في العاصمة اللبنانية بيروت، فدعاهما وجدي لقضاء سهرة في أحد الملاهي.
جلس فوزي في الكرسي المقابل لعاكف بينما جلس أنور وجدي إلى جوارها، وتصادف أن قال الأخير جملة ما، ضحكت عليها بشدة، وقد التقط أحد الصحافيين المشهد.
غادر فوزي السهرة غاضبًا وتوجه إلى زوجته الفنانة نعيمة عاكف باللوم الشديد لتفاعلها مع كلمات الفنان أنور وجدي، تصاعد الخلاف بينهما وانهال عليها بالضرب المبرح، ثم توجه إلى الصحافي الذي التقط الصور وحرص على انتزاع الفيلم الخاص بكاميرته.
بعد هذه الواقعة، أصرت عاكف على الطلاق من حسين فوزي، ورفضت كل محاولاته للصلح، وقد أصرت على أن يكون الطلاق بحضور عدسات المصورين، لتنشر صُور طلاقها في الصحف والمجلات.
زواج نعيمة عاكف وتحقيق حلم الأمومة
وقع الطلاق بين الفنانة نعيمة عاكف وزوجها المخرج فوزي حسين عام 1958، وفي العام التالي تعرفت بعد ذلك على المحاسب القانوني صلاح عبد العليم، وكانت قد زارت مكتبه لاستشارة قانونية، ثم أصبح المسؤول عن عقودها وارتباطاتها المالية.
تزوجت عاكف من عبد العليم، الذي اشترط عليها أن تتوقف عن الرقص، وقد استجابت لذلك، ثم رزقت منه بابنها الوحيد محمد، واعتزلت الفن عام 1964.

رحيل الفنانة نعيمة عاكف
شعور الفنانة نعيمة عاكف بالسعادة والاستقرار مع زوجها وطفلها لم يستمر طويلًا، فقد بدأت تشعر بآلام مبرحة في المعدة، وبإجراء التحاليل والفحوصات تبين إصابتها بالسرطان.
عانت عاكف من نزيف شديد في المعدة، نُقلت على إثره للمستشفى وهناك ظلت راقدة لشهرٍ كامل عام 1966، تحسنت صحتها وخرجت لمنزلها وبعد فترة عاودها المرض من جديد وهزمها السرطان ولم تكمل 37 عامًا.