المذيع الهادئ “عبد الرحمن علي” وسامته سبتت له مشكلة كبيرة، ولماذا اختار الادوار الدينية.

المذيع الهادئ “عبد الرحمن علي” ..راهب الفن ورحلته القصيرة مع النجومية والعزلة والأدوار الدينية.
“عبد الرحمن علي” صاحب الصوت الحماسي و الإطلالة الهادئة والموهبة المتنوعة، كان مثال للفنان المخلص لفنه وعمله حتى حصل على لقب “راهب الفن” حتى ترك ميراث فني خاص متنوع بين الأعمال الفنية الراقية والإذاعية الثقافية الدينية المنيرة.

المذيع الفنان، درس القانون والفن حتى ابدع بموهبته.
ولد الممثل والمذيع المصري عبد الرحمن على في 7 أبريل عام 1941 في مدينة تمى الأمديد بمحافظة الدقهلية، تخرج في كلية الحقوق جامعة عين شمس عام 1963 ليبدأ العمل في التليفزيون كمذيع عام 1964، ثم التحق بالمعهد العالي للتذوق الفني عام 1971 وحصل على درجة الماجستير ليستمر عمله في التليفزيون المصري ومن ثم ينطلق في عالم الفن والتمثيل بموهبته الخاصة، حيث قدم بعض البرامج و كان يقوم بإذاعة شعائر صلاة الجمعة أسبوعياً.

عبد الرحمن علي ورحلته القصيرة مع الفن.
كان لعالم التمثيل جزء من موهبة الراحل عبد الرحمن علي في رحلة قصيرة ولكن مؤثرة والتى بدات عندما اكتشفه المخرج كمال الشيخ حيث قدمه لأول مرة فى فيلم ميرامار في دور منصور باهي الشاب الثائر على القيود مع شادية ويوسف وهبي عام 1969 ثم قدمه صلاح أبو سيف في فيلم فجر الإسلام عام 1971 مع محمود مرسى و سميحة أيوب فى دور هاشم بن الحارث الشاب الحائر بين إسلامه و أسرته الكافرة ثم فيلم السكرية عام 1973 إخراج حسن الإمام ..وكان أخر أعماله مسلسل ليالى الحلمية الجزء الرابع عام 1992 حيث داهمه المرض بعدها وتوارى عن الأنظار حتى وفاته.
“عبد الرحمن علي” راهب الفن.
اطلق الوسط الفني على الفنان والمذيع عبد الرحمن علي لقب راهب الفن حيث تفرغ لموهبته وعمله الإعلامي والفني ولم يتزوج وينجب فلم يرغب في تكوين أسرة وهو ما جعله في عزلة تامة وحياة خالية لم يوجد بها إلا العمل واخواته وأولادهم.
“عبد الرحمن علي” مذيع الثقافة والدين.
قدم عبد الرحمن علي عددا من البرامج الثقافية والدينية في التليفزيون المصري، مثل البرنامج الثقافي “20 سؤال”، الذي كان يقدم فيه كتابا للمشاهدين، وكان يقرأ هذا الكتاب ثم يطرح على المشاهدين 20 سؤالا، وكذلك كان يقدم برنامجا دينيا اسمه “هدى الله”، الذي كان يستضيف فيه عددا من العلماء والمشايخ، وامتاز عبد الرحمن علي في تقديمه لبرنامجه بهدوئه وأدبه الجم.
كما قدم ” عبد الرحمن علي ” مزيج خاص في مسيرته حيث خلط بين كلاسيكيات الفن وكلاسيكيات العمل الإعلامى الدينى، وكان أشهر ما قدمه فيها لقاء مع القارئ الراحل عبدالباسط محمد عبد الصمد.
“عبد الرحمن علي
” رحيل هادئ مثل حياته.
وفي 25 مارس 1994 انتهت مسيرة الراحل عبد الرحمن علي حيث رحل عن عالمنا عن عمر ناهز 53 عامًا، جراء مضاعفات مرض السرطان الدم، حيث قدم أعمالا فنية وأدبية رائعة لا يمكن للمشاهد العربي أن ينساها، ستبقى فى ذاكرة الفن العربى.