شخصيات مصرية

 إسماعيل ياسين.. قصة آخر مشهد في حياة أبو ضحكة جنان (فيديو )

“المليونير الفقير”، ربما يكون ذلك أنسب عنوان يمثل حياة الفنان إسماعيل ياسين التي أخذت مسارها صعودًا وهبوطًا حتى وفاته.

فبعد إيقاف مسرحه، وانحسار الأضواء عنه والحجز على أمواله وأملاكه، حاول ياسين الرجوع للأضواء مرة آخرى حتى وإن كان بادوار لا تليق بقيمته وتاريخه الفني.

سافر إلى لبنان في فترة الركود الفني التي أصابت مصر بعد حرب 67، وشارك في بعض الإعلانات والأفلام هناك، ثم عاد إلى القاهرة ليبحث عن كينونته من جديد.

إسماعيل ياسين.. قصة آخر مشهد في حياة أبو ضحكة جنان (فيديو )

واضطر إسماعيل في آواخر أيامه العمل في مسارح كازينوهات شارع الهرم كما كان يعمل في بداياته، وذلك للضائقة المالية التي لاحقته بعد ان خسر كل شئ.

استقبال حار

فى عام 1972 وبعد فترة طويلة من تجاهل المنتجين لياسين وهو ما جعله يصاب بحالة نفسية سيئة، فوجئ ياسين بالمخرج أحمد ضياء يعرض عليه دورًا فى فيلم “الرغبة والضياع”، فوافق على الفور، رغم صغر الدور الذي لا يليق بمكانته الفنية.

وعند ذهابه لموقع التصوير، فوجئ بالاستقبال الحافل له، فلم يتمالك دموعه، وظل يبكى أكثر من نصف ساعة، متأثرا بتصفيق العمال والفنانين داخل موقع التصوير.

ورغم أن الدور الذى عرض عليه فى الفيلم يعتبر ثانويا ولا يليق بحجم نجم الكوميديا الذى أفنى عمره لإسعاد جمهوره بأعماله الفنية، إلا أنه اضطر على الموافقة ليعود للأضواء مرة أخرى.

النهاية الفنية

عندما انتهى إسماعيل ياسين من تصوير مشاهده القليلة فى الفيلم، وشاهد الأفيش الخاص به ، وجد ترتيب اسمه الخامس بعد هند رستم ورشدى أباظة، ونور الشريف وهياتم، وأدرك بعدها أن أيامه الفنية قد انتهت

ساءت حالة إسماعيل ياسين النفسية  أكثر من الأول ونصحه الأطباء بالابتعاد عن التوتر والتفكير فى المشاكل والذهاب إلى الإسكندرية للاستشفاء.

وبالفعل سافر ياسين إلى الأسكندرية حاملًا همومه وأزماته، بالإضافة إلى حزنه  على وفاة أقرب أصدقائه فطين عبد الوهاب.

مكث سًمعة أسبوعا فى الإسكندرية، ولم يعلم أنها ستكون زيارته الأخيرة إلى الأسكندرية، فبعد عودته إلى القاهرة، دخل إلى حجرة نومه ليرتاح بعد عناء السفر، وقضى باقي اليوم مع أسرته.

وعند منتصف الليل فجاءت إسماعيل ياسين أزمة قلبية حادة، وأسرع ابنه لإحضار الطبيب، لكنه لم يستطع اللحاق بوالده الذي كان الموت أقرب له من وصول الطبيب.

ولفظ إسماعيل ياسين أنفاسه الاخيرة في منزله بحي الزمالك فجر 24 من مايو 1972 بعد وفاة صديقه فطين عبدالوهاب لـ 12 يوم، عن عمر يناهز 60 عام.

رحل قبل أن يًكمل دوبلاج فيلمه

رغم انتهاء ياسين من جميع مشاهده والتي كانت قليلة بالنسبة لقامته الفنية، توفي قبل أن يستكمل دوره، ولم يقم بعملية الدوبلاج الخاص بالصوت.

ولاحظ جميع المشاهدين للفيلم أن هذا الصوت ليس بصوت سًمعة الذي اعتادوا عليه، وذلك بسبب وفاة ياسين المفاجئة قبل أن يُكمل دوبلاج مشاهده.

وبهذا الدور الصغير وثق الفنان الراحل آخر أيامه في حياة أذاقته حلوها ومُرها، ورحلة فنية ثرية رسخت مكانته في قلوب محبيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى